تالا… عاشقة بولونية توفيت ودفنت في الناصرية.
منذ اربعون عاما، و القبر الذي يقع قرب نقطة تفتيش عسكرية في منطقة تل اللحم بمسافة 300 مترا تقريبا، يبدو مجرد حجرا عاديا، وضٌع بشكل منتظم، بإرتفاع بسيط قد يصل إلى قدم فيما يشغل مساحة القبر بالكامل، المتر ونصف المتر، حيث لا توجد بالقرب منه أي دلالة أو معلم يوحي على وجوده.
تحيط بالقبر جميع جهاته أرضا ترابية، ومنذ الوهلة الأولى للوصول إليه يمكن مشاهدة آثار الأقدام لأناس ربما مروا عليه، إذ لا تزال جزءا منها ظاهرا للعيان.
يقول الكاتب في تجمع سوق الشيوخ الثقافي، عقيل الحربي، أن “قصة (تالا)، تعود إلى العام 1981، حينما بدأت شركة درومكس البولونية إكساء الطريق السريع ما بين الناصرية والبصرة، حيث كان حبيبها، يعمل في هذه الشركة”.
ويضيف الحربي، “عند قدوم حبيبها الى المدينة الجنوبية ظلت تراسله عبر البريد طوال تواجده في العراق، وعند أعياد الميلاد في نهاية عام 1981، أخبرت حبيبها بأنها ستبعث له هدية خاصة بعيد الميلاد، وفي مطلع عام 1982، كانت الهدية، هي مجيئها من بولونيا إلى العراق والذهاب إلى الناصرية لرؤيته، ولكنها تعرضت إلى حادث بالقرب من مكان عمل حبيبها وتوفيت”.
ويتابع الحربي، “عند وفاتها، قرر حبيبها أن يدفنها بالقرب من مقر عمله، وواضب على زيارتها بأستمرار. وحينما أنهت الشركة أعمالها بعدة سنوات، رحل وظل القبر هكذا وحيدا، يزوره بين الحين والأخر بعض المارة لمعرفة صاحب القبر، وفي بعض الأحيان يزوره المثقفين والشباب من سوق الشيوخ ويقدمون بعض الزهور أو ماء الورد بحسب عادة الناس هنا لزيارة القبور حيث يحترمون قبور الغرباء ”.
كما جاءت القصة في رواية "تل اللحم" للكاتب نجم والي